استمر في إخبار هذه النفس تلك الكلمات مرارًا وتكرارًا: توقفي عن فضولك فالفضول قتل قطة، اكرر هذه الكلمات ليل نهار لكنها لا تتوقف عن فضولها ولا تتوقف عن رغبتها في معرفة المزيد، لكن لم؟ لم تريدين معرفة المزيد؟ هل سيفيدك هذا بشيء؟! كلا، فكل ما سيفعله أنك ستشعرين ببعدك عن هذا العالم وعن صاحبه؟ بل ستشعرين بأنك كائن ضعيف لا يمكنه التصدي لرغبة غبية لا فائدة منها تلح عليه باستمرار "والزن على الودان أمر من السحر" لكن لا ترضخي لها لا أبدًا استمري في المقاومة حتى لا تؤذي نفسك أنت في النهاية. لكن لربما كان ذلك التساؤل الملح عن الظروف التي أدت بك أن تكوني فضولية هكذا هي ما يدفعك لهذا الفضول، ربما أنت تكرهين تلك الظروف التي أبعدتك عن هذا العالم وأدت بك في النهاية لتكوني في تلك الحالة، ربما لولم يحدث هذا لكانت الأمور طبيعية الآن ولما كنت فضولية هكذا، ولأصبح المجهول معروفًا قريبًا للغاية. حٍسنًا، لكنها ظروف حدثت وانتهى الأمر لذا كفي عن السؤال عن الماضي وعما كان سيحدث لو، فكم من لو أودت بأصحابها إلى غياهب الفكر القاتل، استمتعي بحياتك فإما أن تكتشفي ذلك المجهول بصدفة يأتي بها القدر أو يأتي ما يشغلك عن هذا الفضول...